رواية رائعه بإسم أفتح انا نادية ، للكاتب تامر عطوة

+ حجم الخط -

كنت أتحاشى التعامل مع الدور الثالث لكثرة شجارهم ولغيرة (وليد) العظيمة على تلك الجوهرة الغارقة في الطين والكدمات (سمية)، ففي كل مرة أراها ألاحظ كدماتً وكسورًا وأربطة تحتل جسدها اللدن المائل للامتلاء وصفحة وجهها الشاحب والمشوب بالاحمرار والجروح السطحية والسحجات والتورمات ,


رواية رائعه بإسم أفتح انا نادية ، للكاتب تامر عطوة

من رواية أفتح انا نادية ، للكاتب تامر عطوة

حتى أنني لم انجح في تذكر شكل وجهها الحقيقي قط , وعرفت أنها ابنه حلواني شهير في حي السيدة تم توريطها في علاقة معه ومن ثم سقطت في شباكه لتعلق للأبد معه في زواج شرعي مضعضع الحواف بلا أي إشراف أو تزكية من أهلها الذين طردوها بلا رجعة، فتحولت من هانم لخادمة بكل ما في الكلمة من معانٍ و(بيني وبينكم) كنت أتسلى ليلاً بالاستماع إلى عراكهم وسبابهم المتبادل، كذلك كنت أختلس آهات مشحونة بالإثارة عندما يجتمع (وليد) مع زوجته بعد أن يعطيها طريحة اليوم من السحل واللكمات وكأن الحب والعلاقة عندهما مرتبطٌ بشكل وثيق بالسباب وتبادل الخمش والصراخ والإصابات المتورمة التي باتت مظهرًا ثابتًا على وجه وجسد (سمية) فدائمًا كنت أصادفها صعودًا أوهبوطًا على الدرج وقد تورمت شفتاها أو ازرقت جبهتها أو ربطت إحدى عينيها إثر كل هذا التوحش في العلاقة، ولكن الحق يقال كنت أبصر (وليد) أيضًا وقد امتلأ صدره بالخدوش والكدمات أو العضات أو تركت أظفارها علامات واضحة على وجهه أو رقبته وبالطبع كنت أعرف المصدر بلا أي شك .


-- من رواية أفتح انا نادية ، للكاتب تامر عطوة Tamer Atwa عن Deer for Publishing & Distribution -

كتابة تعليق