أهمية مؤشر السيولة ( الڤوليوم ) في أسواق المال

+ حجم الخط -

 التداول في الأسواق المالية يعد من أكثر الأمور التي تتتطلب الحذر والاستثمار الذكي، حيث أنه يوجد العديد من العوامل التي يجب على المستثمرين الاهتمام بها قبل اتخاذ القرار النهائي في الاستثمار. ومن بين العوامل التي يعتمد عليها المستثمرون هي السيولة والكميات ومؤشر الڤوليوم.


أهمية السيولة في أسواق المال


في البداية، يعرف مفهوم السيولة بأنه قدرة الأصول على التحويل إلى نقد بسرعة وبسهولة. وبالتالي، فإن الأصول ذات السيولة العالية هي تلك التي يمكن شراءها وبيعها بسرعة وبنفس السعر، مما يجعلها شديدة الأهمية في الاستثمار. فعندما يتملك المستثمر أصول ذات سيولة عالية، فإنه يستطيع الانتقال بسهولة من الأصول الأقل أداءً إلى المزيد من الأصول ذات الأداء العالي، مما يشكل محفز لتحقيق أرباح أكبر في الاستثمار.


ومن الجانب الآخر، يعتبر مفهوم الكميات من أهم العوامل التي يجب على المستثمرين الاهتمام بها. يستخدم العديد من المستثمرين الكمية لاستنتاج اتجاهات الأسواق الاقتصادية، إذ أن تحليل الكمية يقدم للمستثمرين فكرة مثالية عن الاتجاه العام للأسواق، ويساعدهم على اتخاذ القرارات المناسبة في الاستثمار. فعلى سبيل المثال، إذا كان المستثمر يلاحظ أن الكمية ترتفع في سهم معين، فإن ذلك يشير عادة إلى أن المستثمرين يشترون هذا السهم في كميات كبيرة، مما يزيد من الاحتمالات بأن هذا السهم سيواصل ارتفاعه في المستقبل، وبالتالي فإنه من الجيد بالنسبة للمستثمر شراء هذا السهم.


وقد يعتقد البعض أيضاً أن مؤشر الڤوليوم هو مهم فقط للمستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار في القصير الأجل، ولكن الحقيقة هي أن مؤشر الڤوليوم مهم لكل المستثمرين بلا استثناء، حيث يعكس هذا المؤشر عدد الأسهم المتداولة في السوق خلال فترة زمنية معينة، ويشير إلى مدى قوة الاتجاه الحالي للأسهم المتداولة. في الواقع، يمكن للمستثمرين استخدام التحليل الفني لتحليل الڤوليوم، ومن ثم استخدامه كأداة لاتخاذ القرارات الصائبة في الاستثمار.


إذاً، فإن الاهتمام بالسيولة والكميات ومؤشر الڤوليوم هو حاسم في إتخاذ القرارات المناسبة في التداول واسواق المال. ويمكن للمستثمرين الاستفادة من الاهتمام بهذه العوامل لتحقيق أرباح أكبر والحفاظ على استثماراتهم بأمان في الأسواق المالية.


بالنسبة للمستثمرين الصغار المتداولين في الأسوالسوق، فمعرفة ما يحدث بشأن حجم الأموال الكبيرة التي تتدفق إلى السوق يمثّل على الغالب فرصة للقيام بالتداول بشكل أفضل وأكثر فعالية. بمعنى آخر، من الممكن للمتداولين الصغار الاستفادة من قدرة المستثمرين الكبار بأن يشجعوا المشترين على رفع الأسعار أو بيع بكميات كبيرة لخفض الأسعار. وكلما زاد حجم التداول الذي يتم بشكل يومي، كلما زاد إمكانية الحصول على مكاسب كبيرة.


أما بالنسبة للبنوك الكبيرة وصناع السوق، فإنهم يستطيعون الاستفادة من السيولة الكبيرة التي تتدفق إلى السوق. إذا كان هناك تدفق كبير للأموال، يمكن للبنك المركزي التحكم في أسعار الفائدة. ويمكن كذلك للصانعين الكبار للسوق الاستفادة من الحجم الكبير للأموال عن طريق الاستفادة من امتلاكهم لسيولة كبيرة وديون سيادية اكبر، مما يمكنهم من تحمل المخاطر بأسعار منخفضة أكثر والحصول على فوائد أكثر، فضلاً عن السيطرة على السوق بشكل أفضل.


في هذا السياق، يعد مؤشر الفوليوم أداة مهمة في معرفة تلك الأموال الكبيرة التي تتدفق إلى السوق، حيث يمكن للمستثمرين الصغار متابعة حجم التداول وتحركات السعر. وهكذا يمكنهم اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بأماكن الشراء والبيع، وذلك باستخدام مؤشرات الأداء الأخرى مثل مؤشرات المتوسطات المتحركة والأداة المساعدة لفكرة الوضع الأساسي والتحليل الفني وغيرها.


وقد تبين من خلال عمليات الشراء والبيع التي تتم بشكل دوري في الأسواق، أن قوانين وايكوف قد أثبتت جدواها، حيث تتمثل في السبب والتأثير والجهد والنتيجة والعرض والطلب. على سبيل المثال، يمكن استخدام قانون وايكوف لتحديد أفضل نقطة للاستثمار أو النقطة التي تشير فيها السوق إلى حركة تصاعدية أو هبوطية محتملة.


بشكل عام، يمكن القول أن دراسة حجم الأموال الكبيرة التي يتم دخول السوق بها، ومراقبة تحركات السعر والأداء الأساسي ومؤشرات الأداء، يمكن أن توفر للمستثمرين فرصاً لاتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب وتحقيق مكاسب كبيرة. لذا، يجب أن يتم تفهم أهمية السيولة وأحجام الأموال الكبيرة والمراقبة المستمرة لها لتحقيق نجاح باهر في الأسواق المالية.



كتابة تعليق